فجمع الأشرف عساكر الشرق وحلب، وتجهز وسار إليه. وجمع غازى جمعا، وخرج إليه. والتقوا، واقتتلوا، فى سنة إحدى وعشرين وستمائة. وقاتل غازى قتالا شديدا. وكان أهل خلاط يحبون الملك الأشرف.
فبينما غازى يقاتل من باب فتح أهل خلاط بابا آخر. وأصعدوا صناجق الأشرف منه، ونادوا بشعاره. فهرب غازى إلى القلعة، وتحصن بها يومين.
ثم نزل إلى أخيه الملك الأشرف، واعتذر. فقبل عذره، وأعاده إلى ميّافارقين وديار بكر. فتوجه إلى ميّافارقين، مريضا من جراحات أصابته.
وأقام الملك الأشرف بخلاط ثلاثة أيام، وسلّمها لمملوكه أيبك والحاجب علىّ، ورجع إلى رأس عين.
وكان الملك المعظم قد خرج من دمشق، ونزل بالقطنة «١» ، لإنجاد أخيه غازى على أخيه الأشرف. وبعث إليه عيسى الدّباهى سرّا. فوصل، وقد فات الأمر. ورجع المعظم إلى دمشق، وذلك فى سنة إحدى وعشرين وستمائة.
وفيها كانت وفاة مبارز الدين سنقر الحلبى- الصّلاحى- والد الظّهير.
وكان قبل ذلك مقيما بحلب، ثم انتقل إلى ماردين فخاف الملك الأشرف عاقبة قربه، فبعث إلى أخيه الملك المعظم يقول: ما دام المبارز فى الشرق لا آمن على نفسى! فبعث إليه الملك المعظم ولده الظّهير غازى، يلتمس منه وصوله إليه، ويعرّفه رغبته فيه، ووعده أن يقطعه نابلس، وما اختار من بلاد الشام.