وأنه يسلم بقية الحصون. فأجيب إلى ذلك. وسير السلطان الأمير علم الدين سنجر الدوادارى وقاضى حمص فخلّفا شمس الدين بحصن الكهف، ثم طالبوه من التسليم «١» فامتنع أهل الكهف عن ذلك باتفاق منه، فعادت الرسل بذلك. ثم أعيد إليه الأمير علم الدين الدوادارى وعلم الدين شقير مقدم البريدية، فمنعا من الدخول إلى الكهف، ولم تؤخذ منهم الكتب. فأمر السلطان بمضايقتهم، فندم شمس الدين ونزل من الكهف، وجاء إلى السلطان بظاهر حماة فى سادس وعشرين صفر سنة تسع وستين، فأكرمه السلطان، فسير ورقة إلى السلطان يقول:«إن أهل الكهف كانوا جهزوا فداوية إلى الأمراء.» فغضب السلطان وأمر بإمساكه فى الوقت وإمساك أصحابه، وسيروا إلى مصر.
واستمرت مضايقة حصونهم، وأمسك وإلى الدعوة والناظر بسرمين «٢» ، وكان لهم أقارب بالخوابى، فأشار عليهم الأمير سيف الدين بلبان الدوادار بمكاتبة أقاربهم بالتسليم. فحضر منهم جماعة، وأعطاهم السلطان الخلع والنفقات وأجراهم على رسومهم، فسلموا حصن الخوابى فى سنة تسع وستين وستمائة.
واستمر امتناع أهل الكهف والمنيقة والقدموس من التسليم، فرسم السلطان للملك المنصور بمضايقة الكهف. واستمر ذلك إلى أواخر سنة إحدى وسبعين وستمائة.
فأما المنيقة: فتسلمها نواب السلطان فى ثالث ذى القعدة من السنة.
والقدموس: حضر جماعة من أكابر أهلها وبذلوا الطاعة وتسلّمت فى ذى القعدة.