للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حكى أن مقدّم جيشه أسفار بن كردويه شفع في بعض أنباء العدول ليتقدّم عند القاضى بسماع البيّنة بتزكيته، وتعديله، فقال له: «ليس هذا من أشغالك، إنما الذى يتعلق بك الخطاب في زيادة قائد، ونقل رتبة جندى، وما يتعلق بهم، وأما الشهادة وقبولها، فهى إلى القاضى وليس لنا، ولا لك الكلام فيه، ومتى عرف القضاة من إنسان ما تجوز معه قبول شهادته، فعلوا ذلك بغير شفاعة» ، وكان رحمه الله يخرج كل سنة أموالا كثيرة للصدقة، والبر في سائر البلاد، ويأمره بتسليم ذلك إلى القضاة، ووجوه الناس ليصرفوه إلى مستحقه، وكان يوصل إلى العمال المتعطلين ما يقوم بهم، ويحاسبهم به إذا عملوا، وكان محبا للعلوم وأهلها، مقرّبا لهم، محسنا إليهم وكان يجلس معهم، ويعارضهم في المسائل، فقصده العلماء من كل بلد، وصنفوا له الكتب منها: الإيضاح في النحو، ومنها الحجّة في القراآت، ومنها الملكى في الطلب، والتاجى في التاريخ إلى غير ذلك، وعمل المصالح العامة في سائر البلاد كالبمارستان «١» والقناطر، فمن جملة ما عمره: المدينة التى سماها «كرد فناخسرو» ، وهى على دون الفرسخ من شيراز، وساق إليها الماء من عين كانت على أربع فراسخ منها، وبدأ بالعمارة في يوم الأحد لثمان بقين من شهر ربيع الأول سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال الصابى: بلغت النفقة عليها عشرين ألف ألف درهم، ومن غريب عمائره: السكر «٢» الذى