ما جرى، من قبض الملك الرحيم وأصحابه (ونهب)«١» بغداد، ويقول:«إنهم خرجوا إليك بأمرى، وأمانى، فإن أطلقتهم، وإلا فأنا أفارق بغداد» ، فأطلق بعضهم، وأخذ جميع إقطاعات عسكر الملك الرحيم، وأمرهم بالسعى في أرزاق يحصّلونها لأنفسهم، فتوجّه كثير منهم إلى البساسيرى، ولزموه، فكثر جمعه، وكان من أمره ما قدمناه وأمر طغرلبك بأخذ أموال الأتراك البغداديين وانتشر الغز في سواد بغداد، فنهبوا من الجانب الغربى من تكريت إلى النيل «٢» ، ومن الجانب الشرقى إلى النهروانات «٣» ، وأسافل الأعمال، فأسرفوا في النهب حتى بلغ ثمن الثور ببغداد خمسة قراريط. إلى عشرة، والحمار بقيراطين إلى خمسة، وخرب السواد، وأجلى أهله عنه، وضمن السلطان طغرلبك البصرة، والأهواز من هزار سب بن [تنكر]«٤» بن عياض بثلاثمائة ألف وستين ألف دينار، وأقطعه أرّجان، وأمره أن يخطب لنفسه بالأهواز، دون الأعمال التى ضمنها، وأقطع الأمير أبا على بن أبى كاليجار الملك قرميسين وأعمالها، وأمر أهل الكرخ أن يؤذّنوا في مساجدهم سحرا للصبح:«الصلاة خير من النوم» ، وأمر بعمارة دار الملك، فعمرت وزيد فيها، وانتقل إليها في شوال.