وقال إبراهيم بن العبّاس
إما ترينى أمام القوم متّبعا، ... فقد أرى من وراء الخيل أتّبع
يوما أبيح فلا أرعى على نشب ... وأستبيح فلا أبقى ولا أدع
لا تسألى القوم عن حىّ صبحتهم ... ماذا صنعت؟ وماذا أهله صنعوا؟
وقالوا: من أحسن ما مدح به الرجل نفسه قول أعشى ربيعة
وما أنا في نفسى ولا في عشيرتى ... بمهتضم حقّى ولا قارع سنّى
ولا مسلم مولاى عند جناية ... ولا خائف مولاى من شرّ ما أجنى
وأن فؤادى بين جنبىّ عالم ... بما أبصرت عينى وما سمعت أذنى
وفضّلنى في الشّعر واللّبّ أننى ... أقول على علم وأعلم ما أعنى
فأصبحت إذ فضّلت مروان وابنه ... على الناس قد فضّلت خير أب وابن
وقال أبو هفان
لعمرى لئن بيّعت في دار غربة ... بناتى إذ ضاقت علىّ المآكل
فما أنا إلا السيف يأكل جفنه، ... له حلية من نفسه وهو عاطل
قال أبو هلال العسكرىّ: ولا أعرف في الافتخار أحسن مما أنشده أبو تمام وهو
فقل لزهير إن شتمت سراتنا ... فلسنا بشتّامين للمتشتّم
ولكننا نأبى الظّلام ونقتضى ... بكلّ رقيق الشفرتين مصمّم
وتجهل أيدينا ويحلم رأينا ... ونشتم بالأفعال لا بالتكلّم
ومن الافتخار قول السموءل بن عاديا من كلمته التى أوّلها
اذ المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكلّ رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيل