للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأمير منصور بن صدقة أخو دبيس، والأمراء البلخية «١» ، وغيرهم، وسار إلى همذان، فبلغه وصول عمه سنجر إلى الرى، فسار نحوه، وقصد قتاله فالتقيا بالقرب من ساده «٢» ، وكان السلطان سنجر في عشرين ألفا، ومعه ثمانية عشر فيلا، ومحمود فى ثلاثين ألفا، وهم أكابر الأمراء، ومعه تسعمائة حمل من السلاح، فلما التقوا ضعفت نفوس الخراسانية، لما رأوا من عسكر محمود من الكثرة والقوة، فانهزمت ميمنة سنجر، واختلط أصحابه، وصاروا منهزمين لا يلوون على شىء، ونهب من أثقالهم شىء كثير، وقتل من أهل السواد خلق كثير، ووقف السلطان سنجر بين الفيلة في جمع من أصحابه، وبإذائه السلطان محمود، ومعه أتابكه «عز «٣» على» ، فلما تعاظم الأمر على سنجر ألجأته الضرورة أن يقدم الفيلة للحرب، وكان من بقى معه أشاروا عليه بالهزيمة، فقال: إما النصر وإما القتل، وأما الهزيمة فلا، فلما تقدمت الفيلة نفرت منها خيل أصحاب محمود، وتراجعت على أعقابها بأصحابها، فأشفق السلطان سنجر على محمود، وقال لأصحابه: لا تفزعوا الصبى بحملات الفيلة، فكفوها عنهم، وانهزم السلطان محمود ومن معه، وأسر أتابكه «عز على» ، وكان يكاتب السلطان، ويعده أنه يحمل إليه السلطان محمود، فعاتبه على تأخيره عن ذلك، فاعتذر بالعجز، فقتله، قال:

وتم الظفر للسلطان سنجر وأرسل من أعاد المنهزمين من أصحابه،