ومن كلام علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه: ربّ حياة، سببها التعرّض للموت، وربّ منيّة، سبّبها طلب الحياة.
وقالوا: أجمع كلمة قيلت في الصبر قول بعضهم: الصبر مطيّة النصر.
وقال آخر: الصبر مطيّة لا تكبو، وإن عنف عليه الزمان.
وقال آخر: الصبر شرية «١» ، تثمر أرية «٢» .
وقيل للمهلّب بن أبى صفرة: إنك لتلقى نفسك في المهالك، فقال: إن لم آت الموت مسترسلا، أتانى مستعجلا، إنى لست آتى الموت من حبّه، وإنما آتيه من بغضه، وتمثّل بقول الحصين بن الحمام
تأخّرت أستبقى الحياة فلم أجد ... لنفسى حياة مثل أن أتقدّما
وهى قصيدة مشهورة منها
فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدّما
نفلّق هاما من كرام أعزّة ... علينا، وهم كانوا أعقّ وأظلما
ولما رأينا الصبر قد حيل دونه ... وإن كان يوما ذا كواكب مظلما
صبرنا، وكان الصبر منا سجية ... بأسيافنا يقطعن كفّا ومعصما
ولما رأيت الودّ ليس بنافعى ... عمدت الى الأمر الذى كان أحزما
فلست بمبتاع الحياة بسبّة ... ولا مرتق من خشية الموت سلّما
وقالت العرب: الشجاعة وقاية، والجبن مقتلة. وكذلك: إن من يقتل مدبرا، أكثر ممن يقتل مقبلا.
وقال أبو بكر الصديق رضى الله عنه لخالد بن الوليد: احرص على الموت، توهب لك الحياة.