للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفراشين، ولم يكن عنده ما يكفن فيه فكفنه شمس الدين محمود المذكور بقميصه، ودفن بالجزيرة فكانت مدة سلطنته إحدى وعشرين سنة، وكان له من الأولاد خمسة وهم جلال الدين منكبرتى، وقطب الدين أزلاغ شاه، وآق شاه، وركن الدين غورشايجى- وكان بالعراق- وغياث الدين بيرشاه وفيه يقول المنشى:

أذل «١» الملوك وصاد القروم ... وصيّر كل عزيز ذليلا

وحف الملوك به خاضعين ... وزفوا إليه رعيلا رعيلا

فلما تمكن من أمره ... وصارت له الأرض إلا قليلا

وأوهمه العز أن الزمان ... إذا رامه ارتد عنه كليلا

أتته المنية مغتاظة ... وسليت عليه حساما صقيلا

فلم تغن عنه حماة الرجال ... ولم يجد قيل عليه فتيلا «٢»

كذا يفعل الله بالشامتين ... ويفنيهم الدهر جيلا فجيلا

هذا ما اتفق للسلطان؛ وأما التتار الذين ساقوا خلفه فإنهم خربوا البلاد وسفكوا الدماء واستولوا على الممالك وساووا فى القتل بين المملوك والممالك، على ما نذكره إن شاء الله تعالى فى أخبارهم. فلنذكر الآن أخبار أولاد السلطان علاء الدين محمد وما كان من أمرهم بعد وفاة أبيهم ونورد أخبارهم فى جملة أخبار أخيهم السلطان جلال الدين فإنه الملك المشار إليه منهم.