وركب بتمانه وعبر نهر اتل، وترك العسكر، وتوجه جريدة، اجتمع بأخيه برلك، وعرفه ما عزم عليه وطلب منه الموافقة فأجابه إلى ما طلب. ثم بادر برلك «١» بالاجتماع بأخيه طقطا، وعرفه الصورة وما همّ به صراى بغا وطراى بن نوغيه. فركب طقطا لوقته فى خواصه وجهز إليهما من أحضرهما، فقتلا بين يديه، ورتب ولده فى المكان الذى كان قد رتب فيه صراى بغا. ولما قتل طقطا طراى هرب قرا كشك بن جكا بن نوغيه، وهرب معه اثنان من أقاربه وهما جركتمر ويلتطلوا.- وكان بزلك قد أرسل فى طلبه- فانهزم هو وهذان إلى بلاد ششتمن «٢» إلى مكان يسمى يدرك بالقرب من كدك ومعهم نحو ثلاثة آلاف فارس، فآواهم ششتمن وأصحابه وقاموا عنده يعبرون على الأطراف ويأكلون من كسبهم إلى آخر أيام طقطا.
وفى سنة سبع وسبعمائة وردت الأخبار إلى الديار المصرية أن طقطا نقم على الفرنج الجنوبية الذين بقرم وكفار البلاد الشمالية لأمور نقلت إليه عنهم، منها استيلاؤهم على أولاد التتار وبيعهم بالبلاد الإسلامية، فأرسل جيشا إلى مدينة كفا وهى مسقط رؤوسهم.
فشعر الفرنج بهم فركبوا فى مراكبهم وتوجهوا فى البحر فلم يظفر الجيش منهم بأحد. فنهب طقطا أموال من كان منهم بمدينة صراى وما يليها.