وقدم أبو قابوس محمود بن حمد أمير الشام بعساكره نصرة لعساكر مصر، فكان قدومه لثمان خلون من شهر ربيع الأول، ونزل الجيزة، ثمّ قدم إبراهيم بن كيغلغ لسبع بقين من شهر ربيع الآخر. ودخل تكين الخاصّة متولّيا لإحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة سبع وثلاثمائة، ونزل الجيزة، وحفر خندقا ثانيا، وأقبلت مراكب المهدى صاحب إفريقيّة، وهى مائة مركب حربيّة «١» ، وعليها سليمان الحاكم «٢» ، فبعث تكين إلى بمال الخادم أمير طرسوس أن ينجده، فحضر إليه فى مراكبه «٣» ، وانتهى إلى ثغر رشيد، والتقت مراكبه بمركب المهدىّ لعشر بقين من شوال من السنة، وكان بينهم حرب شديدة، وهبّت ريح على مراكب المهدىّ فألقتها إلى البر، وتكسّر أكثرها، وأسر من فيها، وقتل منهم خلق كثير، ودخل من بقى منهم إلى الفسطاط، وهم سبعمائة نفر، فقتلوا عن آخرهم.
وقدم مؤنس الخادم من بغداد فى الخامس من المحرم سنة ثمان وثلاثمائة «٤» ، وتولّى إمرة مصر من بغداد هلال بن بدر، ودخلها فى السّادس من ربيع الآخر سنة تسع وثلاثمائة، وأقام إلى سنة «٥» عشرة،