للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غلمانه أربعة آلاف غلام. وكان راتبه فى مطبخه فى كل يوم ألف وسبعمائة رطل لحما سوى الدّجاج والفراريج والخراف المشويّة والحلوى وغير ذلك.

وخطب له بالحرمين الشريفين، ونفذ حكمه فى الشّام والحجاز وطرسوس.

وكانت له خزانة شراب يفرّق منها فى كل يوم خمسون قرابة «١» من سائر الأشربة فى الحاشية. ولما مات كافور خلّف فى خزائنه عينا وجوهرا وثيابا وسلاحا بمبلغ ألف ألف دينار.

وحكى عنه أنه كان فى ابتداء أمره قبل اتصاله بالإخشيد لحقه جرب حتّى كان لا يقابل فطرده سيّده، وكان يمشى فى سوق بنى جاسة، وفيه طبّاخ يبيع الطبيخ، فطلب كافور منه أن يطعمه، فضربه بالمغرفة على يده، وهى حارّة، فسقط مغشيّا عليه؛ فأخذه رجل من المصريّين وداواه حتى وجد العافية فأتى إلى سيّده فقال له سيّده: خذ أجرة ما فعلت. فأبى؛ وقال:

أجرى على الله. وكان كافور كلما عزّت نفسه يذكّرها بضرب الطّباخ بالمغرفة، وربما يركب ويأتى ذلك الخطّ وينزل ويسجد شكرا لله عز وجل.

وحكى أيضا أنه اجتاز يوما بالنحّاسين وهو فى موكبه فوقف على حانوت هرّاس «٢» ، وكان إلى جانبه الوزير ابن الفرات فبكى كافور بكاءا شديدا وكان يقول فى بكائه: فاز الجمال فاز الجمّال، وساق وهو على تلك الحال، فلمّا استقرّ بمكانه وسكن، سأله الوزير عن سبب بكائه، فقال: لمّا طلعت من المركب من بحر الحجاز، وكان يومئذ سيدى الذى جلبنى إبراهيم البلوقى،