للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصبعا، ولم يوف فى السنة التى قبلها، فاشتد الغلاء، وكثر الوباء.

نقل بعض المؤرخين أنه أحصى من كفّن ودفن خارجا، عدا من رمى فى البحر، ستمائة ألف إنسان.

وفى سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة قدم الحسن بن عبيد الله من الشّام [٢١] منهزما من القرامطة، ودخل مصر، وقبض على جعفر بن الفرات الوزير، واستوزر الحسن بن جابر الرياحى، ثم أطلق الوزير بن الفرات، بوساطة أبى جعفر مسلم الحسينى الشريف، وفوّض إليه الوزارة، ثم سار الحسن بن عبيد الله إلى الشّام فى مستهل شهر ربيع الآخر؛ وخرج جماعة من الأولياء والكتاب والأشراف إلى الشام، وخرج يعقوب «١» بن كلّس إلى الغرب مستترا، ثمّ صار منه ما نذكره إن شاء الله تعالى.

ثمّ تواترت الأخبار فى جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة أن المعزّ صاحب إفريقية قد جهّز عساكره مع غلامه جوهر إلى مصر، فجمع الوزير القوّاد ووقع رأيهم على تقديم نحرير سويران فاستدعوه من الأشمونين «٢» ، وعقدوا له الرئاسة عليهم.

ووصل الخبر بوصول جوهر إلى برقة، فاجتمع رأى الجماعة على أن بعثوا الشريف أبا جعفر مسلما الحسنى وأبا إسماعيل بن أحمد الزينبى وأبا الطيب