وحكى الشّريف أبو الحسين محمّد بن على الحسين المعروف بأخى محسن «١» فى كتابه أن عبد الله بن ميمون هذا كان قد نزل عسكر مكرم «٢» فسكن بساباط أبى نوح، وكان يتستّر بالتشيّع والعلم، فلمّا ظهر عنه ما كان يضمره ويسرّه من التّعطيل والإباحة، والمكر والخديعة، ثار النّاس عليه، فأول من جاءه «٣» الشيعة، ثم المعتزلة وسائر الناس، وكبسوا داره، فهرب إلى البصرة ومعه رجل من أصحابه يعرف بالحسين الأهوازى، فنزل بباهلة على موال لآل عقيل بن أبى طالب، وقال لهم: أنا من ولد عقيل، وداع «٤» إلى محمّد بن إسماعيل بن جعفر «٥» . فلمّا أقام وانتشر خبره طلبه العسكريّون فهرب وأخد طريق الشام ومعه الحسين الأهوازى، فلما توسطا الشام عدلا إلى سلمية «٦» ليخفى أمرهما فأقام بها عبد الله وخفى أمره.
نرجع إلى قول ابن شداد. قال: ثم مات عبد الله، وكان له جماعة من الولد فخلفه منهم ابنه «٧» أحمد، فقام مقام أبيه، وجرى على قاعدته،