للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى سنة إحدى واربعمائة قامت دعوة الحاكم بالمدائن، وهى على نصف مرحلة من بغداد، وخطب له بمدينة الأنبار وقصر ابن هبيرة «١» من العراق بدخول مالك بن عقيل بن قراوش بن المقلد «٢» فى طاعته وإظهار تشيّعه، وذلك فى أيام الخليفة القادر العباسى «٣» . ثم بلغ قراوش بن المقلّد اختلال أمر الحاكم وقتله أرباب دولته وأن المانخوليا غلبت عليه، فأعاد الخطبة العباسيّة.

وفيها قام بدعوة الحاكم بمدينة الجامعين وهى الحلة «٤» وما جاورها من العراق الأمير على «٥» بن مزيد الأسدى، وكان قد هزم خفاجه واستولى على بلادهم وخطب فيها للحاكم.

وفى سنة اثنتين وأربعمائة تاب الحاكم ونهى عن شرب الخمر وعن كلّ ما يعمل منه، كالزبيب والعسل؛ ونفى المغانى، وحرّم الملوخيا، ومنع أن تقبّل الأرض بين يديه، وأن تقبّل يده، وأن يخاطب بمولانا؛ واقتصر على قولهم السّلام على أمير المؤمنين.