للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وديته، فقال الأعشى لعامر: أظهر أنكما حكّتمانى ففعل؛ فقام الأعشى فرفع عقيرته (أى صوته) فى الناس فقال

حكّمتموه فقضى بينكم ... أبلج مثل القمر الزاهر

لا يأخذ الرّشوة في حكمه ... ولا يبالى خسر الخاسر

علقم لا لست الى عامر الناقض ... الأوتار والواتر

واللابس الخيل بخيل اذا ... ثار عجاج الكبّة الثائر

إن تسد الحوص فلم تعدهم ... وعامر ساد بنى عامر

ساد وألفى رهطه سادة ... وكابرا سادوك عن كابر

قال وشدّ القوم في أعراض الإبل المائة فعقروها وقالوا: نفّر عامر، وذهبت بها الغوغاء، وجهد علقمة أن يردّها فلم يقدر على ذلك، فجعل يتهدّد الأعشى فقال

أتانى وعيد الحوص من آل عامر ... فيا عبسه عمرو لو نهيت الأحاوصا

فما ذنبنا إن جاش بحر ابن عمّكم ... وبحرك ساج لا يوارى الدّعا مصا

كلا أبويكم كان فرعا دعامة ... ولكنّهم زادوا وأصبحت ناقضا

تبيتون في المشتا ملاء بطونكم ... وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا

يراقبن من جوع خلال مخافة ... نجوم العشاء العاتمات الغوامصا

رمى بك في أخراهم تركك النّدى ... وفضّل أقواما عليك مراهصا

فعضّ حديد الأرض إن كنت ساخطا ... بفيك وأحجار الكلاب الرّواهصا

قال فبكى علقمه لما بلغه هذا الشعر وكان بكاؤه زيادة عليه في العار، والعرب تعيّر بالبكاء؛ قال مهلهل

يبكى علينا ولا نبكى على أحد ... ونحن أغلظ أكبادا من الإبل