واجمع ابن مصال رأيه على قصد بلاد الصّعيد، فعاجله ابن السّلار وأمدّ ربيبه بالعساكر وأمره بمعاجلته قبل الجمع، فأدركه بالقرب من دلاص «١» . والتقوا بينها وبين مهد، وهى قرية هناك، واقتتلوا؛ فانجلت الحرب عن قتل ابن مصال وبدر بن رافع. وكانت هذه الوقعة فى يوم الأحد تاسع عشر شوال. وحمل رأس ابن مصال إلى القاهرة، وطيف به، وخلع على العادل فى ذلك «٢» اليوم.
وفى السّادس والعشرين من شهر رمضان أغلق العادل أبواب القاهرة والقصور، وقبض على صبيان الخاصّ وقتلهم، وكانوا جمعا كثيرا وهم أولاد الأجناد والأمراء وعبيد الدّولة فكان الرجل إذا توفّى وخلّف أولادا حملوا إلى حضرة الخلافة وأودعوا فى أماكن مفردة لهم، ويؤخذ فى تعليمهم الفروسية وغير ذلك؛ وتسمّوا صبيان الخاص. وكان سبب إيقاع العادل بهم أنه بلغه أنهم تعاقدوا على قتله، فبادر بهم، وقبض عليهم، وقتل أكثرهم، وجعل من بقى منهم فى المراكز بالثغور «٣» .
وفى يوم الجمعة لأربع خلون من شوّال من السّنة قتل العادل أبا المكرّم الموفّق محمّد بن معصوم التنّيسى ناظر الدّواوين، وكان سبب ذلك أن العادل فى مبدأ أمره كان من صبيان الحجر وكان يتكرر [دخوله]«٤» إلى الموفق برسائل ويكلّمه بكلام غليظ، فكرهه