البحر إلى نحو بيروت، فأوقعت بمراكب الفرنج. وجهّز سريّة إلى جهة الشّوبك «١» فعاثوا فى تلك النّواحى، وعادوا سالمين بالغنائم والأسرى.
وفى يوم الثلاثاء تاسع عشر ذى الحجّة سنة اثنتين وخمسين قبض الصّالح ابن رزّيك على الأمير ناصر الدّولة ياقوت وأولاده واعتقلهم؛ وسبب ذلك أنّه بلغه أنّه كاتب أخت الظّافر وقصد القيام على الصّالح، وكان واليا عاملا على الأعمال القوصيّة، وهو بالقاهرة. ولم يزل فى حبسه إلى أن توفى فى شهر رجب سنة ثلاث وخمسين.
وفى سنة أربع وخمسين ثار على الصّالح طرخان بن سليط بن ظريف، متولّى الإسكندريّة، وجمع جموعا من العربان وغيرها؛ وتقدّم بها لحربه؛ فندب الصّالح إليه الأمير عزّ الدّين حسام بن فضّة بعسكر، فالتقوا واقتتلوا، فهزم حسام جيوشه وظفر به؛ فاعتقله الصّالح.
فلمّا كان فى المحرّم سنة خمس وخمسين ثار أخوه إسماعيل طلبا لثأره، وتلقّب بالملك الهادى؛ فندب الصّالح [٩٦] إليه الجيوش. فلمّا هجمت عليه هرب وأتى الجيزة، واستتر عند بعض العربان. فلمّا كان فى يوم الثلاثاء رابع شهر ربيع الآخر هرب طرخان من الاعتقال هو والموكل به، فقبض عليه فى السّادس من الشهر وصلب على باب زويلة، ورمى بالنشّاب، ثم مسك أخوه إسماعيل وصلب إلى جانبه بعد ضرب عنقه «٢» .
وفى سنة أربع وخمسين بنى الصّالح حصنا من اللبن على مدينة بلبيس «٣» .