به، نم نأخذ يوسف بعد ذلك أو نخرجه فإنّ أمره أسهل من غيره، فاستدعاه العاضد لدين الله، وخلع عليه خلع الوزارة. ولقّبه بالملك النّاصر «١» ، فلم يطعه أحد من الأمراء الذين كانوا تطاولوا للوزارة ولا خدموه.
وكان الفقيه عيسى الهكّارى «٢» معه، فسعى مع الأمير سيف الدّين على بن أحمد المشطوب حتّى استماله إليه، وقال له: إنّ هذا الأمر لا يصل إليك مع الياروقى والحارمى وغيرهما. ثمّ اجتمع بالحارمى وقال له مثل ذلك، وقال له: إن صلاح الدّين ولد أختك، وعزّه وملكه لك، وقد استقام له الأمر، فلا تكن أوّل من سعى فى إخراج الأمر عنه.
واجتمع بالأمراء واستمالهم. فأطاعه بعضهم وعصى بعضهم.
فأمّا الياروقى فإنه قال: لا أخدم يوسف أبدا، وعاد إلى الملك العادل نور الدّين هو وجماعة من الأمراء. وصار صلاح الدّين نائبا عن الملك العادل نور الدّين، والخطبة لنور الدّين ولا يكاتبه إلا:«بالأمير الأسفهسلار «٣» صلاح الدّين وكافة الأمراء بالدّيار المصرية. يفعلون كذا وكذا» . ويفعل علامته فى الكتب، عظمة أن يكتب اسمه.
ولمّا وزر صلاح الدين ثبت قدمه، واستمال قلوب الناس بالأموال فمالوا إليه فقوى أمره، وضعف أمر العاضد.