للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال بعض الشعراء

لعمرك ما سبّ الأمير عدوّه ... ولكنما سبّ الأمير المبلّغ

وقال ابن المعتزّ: الساعى كاذب لمن سعى إليه، خائن لمن سعى عليه.

وقالوا: النّمام، شرّ من الساحر، فإن النمام، يفسد في الساعة الواحدة، ما لا يفسد الساحر في المدة الطويلة.

وقالوا: النميمة، من الخلال الذميمة، تذلّ على نفس سقيمة، وطبيعة لئيمة، مشغوفة بهتك الأستار، وإفشاء الأسرار.

وقال بعض الحكماء: الأشرار يتتبعون مساوىء الناس، ويتركون محاسنهم، كما يتتبع الذباب المواضع الألمة من الجسد، ويترك الصحيحة.

وقالوا: لم يمش ماش، شرّ من واش. والساعى بالنميمة، كشاهد الزّور، يهلك نفسه، ومن سعى به، ومن سعى اليه.

وقالوا: حسبك من شرّ سماعه. وقد لهج الشعراء بذمّ النمام، وجعلوه من أهاجيهم.

قال بعض الشعراء

من نمّ في الناس لم تؤمن عقاربه ... على الصديق ولم تؤمن أفاعيه

كالسّيل بالليل لا يدرى به أحد ... من أين جاء ولا من أين يأتيه

وقال السّرىّ الرّفّاء

أنمّ بما استودعته من زجاجة ... ترى الشىء فيها ظاهرا وهو باطن