والمجانيق والسّهام والنيران، وفتحوا الأبواب وهجموا على العدوّ من كل مكان، وكبسوهم فى الخندق، فانهزموا؛ ووقع السّيف فيمن بقى فى الخندق منهم. ثم ألقوا النّار فى كبشهم، فاحترق، وسرت ناره إلى السّفّود فاحترق أيضا، وعلّق المسلمون فى الكبش الكلاليب الحديد فسحبوه وهو يشتعل، فحصل عندهم، فأطفأوه بالماء. ووزن ما كان عليه من الحديد فكان مائة قنطار بالشّامى [١٣٣] فكان هذا اليوم من أحسن أيام الإسلام «١» .
قال: واستأنف الفرنج عمل دبابة أخرى وفى رأسها شكل عظيم يقال له الكبش، وله قرنان فى طول الرّمح كالعمد الغلاظ، وسقوفها هى والكبش بأعمدة الحديد، ولبّسوا رأس الكبش بعد الحديد بالنّحاس، فلم يبق للنار عليها سبيل؛ وشحنوها بالرّجال. فنصب المسلمون عليها المجانيق ورموها بالحجارة، فأبعدت الرّجال من حولها، ثمّ رموها بحزم الحطب فأحرقوا ما بين القرنين، وخسفها المنجنيق، وخرج أهل عكّا فقطعوا رأس الكبشين.
قال: وفى العشر الأوسط من شهر رمضان ألقت الرّيح بطشتين فيهما رجال ونساء وصبيان، وميرة عظيمة وأغنام، فغنمهما المسلمون «٢» .
وكان فى إحداهما امرأة محتشمة كثيرة الأموال؛ واجتهد الفرنج فى استنقاذها فلم يجابوا لذلك.