للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لامرأة الزّبرقان: إن الزّبرقان إنما قدّم هذا الشيخ ليتزوّج بنته، فقدح ذلك فى نفسها، فلما أراد القوم النّجعة، تخلّف الحطيئة، فتغافلت عنه امرأة الزّبرقان، فاحتمله القريعيّون ووفّوا له بما قالوا، فمدحهم، وهجا الزّ برقان، فقال

أزمعت يأسا مبينا من نوالكم ... ولا يرى طاردا للحرّ كالياس

دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسى

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس

فاستعدى الزبرقان عليه عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فحكّم عمر، حسان ابن ثابت، فقال حسان: ما هجاه ولكن سلح عليه، فحبس عمر الحطيئة، فقال يستعطفه

ماذا تقول لأفراخ بذى مرخ ... حمر الحواصل لا ماء ولا شجر؟

ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ... فاغفر عليك سلام الله يا عمر

ما آثروك بها إذ قدّموك لها ... لكن لأنفسهم كانت بك الآثر

فأخرجه عمر، وجلس على كرسىّ، وأخذ بيده شفرة، وأوهم أنه يريد قطع لسانه، فضجّ، وقال: إنى والله يا أمير المؤمنين! قد هجوت أبى وأمّى وامرأتى ونفسى، فتبسّم عمر، ثم قال: ما الذى قلت؟ قال: قلت لأبى وأمّى

ولقد رأيتك في النساء فسؤتنى ... وأبا بنيك فساءنى في المجلس

وقلت لأبى خاصة

فبئس الشيخ أنت لدى تميم ... وبئس الشيخ أنت لدى المعالى