صاحب حمص، وعسكر الموصل وغيره. فلمّا رأى العزيز اجتماعهم علم أن لا قدرة له بهذا الجمع، وكتب إلى عمّه العادل يقول: أنا ما خرجت من الدّيار المصريّة إلا لاستنقاذ جبيل من الفرنج، فبلغنى أنّ الملك الأفضل حالف الفرنج علىّ، واستنصر بهم، ووعدهم أن يعيد البلاد إليهم، فاقتضى ذلك سوقنا إليه. [١٣٩] وبلغنا أنك تدخل بيننا وبينه، وحوشيت من ذلك، وأنا خير لك من غيرى. وإن أردت أن تكون السّلطان ورئيس الجماعة فأنا راض بذلك.
وكتب لأخيه الملك الظّاهر وغيره من [حكام]«١» الممالك وتردّدت الرّسائل بينهم.
وتقرّرت الحال على أن يكون للملك العزيز البيت المقدّس وما جاوره من أعمال فلسطين؛ وأن تكون دمشق وطبريّة وأعمال الغور للملك الأفضل؛ وأن يعطى الأفضل لأخيه الملك الظّاهر جبلة واللاذقيّة؛ وأن يكون للملك العادل بالدّيار المصريّة إقطاعه الأوّل، وأن يخطب للملك العزيز ببلاده وتنقش السّكّة باسمه؛ وأنّ الملك العزيز يمدّه بألف فارس إعانة له على فتح خلاط.
واجتمع الملك العادل بالملك العزيز، وتزوّج العزيز ابنته، وجاء الملك الظّاهر صاحب حلب إلى أخيه الملك العزيز. وتقرّرت قواعد الصلح.
وتأخّر الملك العزيز إلى الكسوة ثم إلى مرج الصّفّر «٢» ، ومرض به ثمّ أفاق.
ولمّا عزم على العود إلى الدّيار المصريّة خرج لوداعه سائر الملوك الذين حضروا لنصرة الأفضل، ثم خرج إليه الأفضل فى سابع شعبان