وقال أبو نواس في إسماعيل بن نوبخت. بعد أن نصب إسماعيل في صحن داره طارمة، واصطبح فيها أربعين يوما ومعه جماعة، منهم أبو نواس، فبلغت نفقته اربعين ألف درهم، ثم قال بعد ذلك
خبز إسماعيل كالوشى ... إذا ما شقّ يرفا
عجبا من أثر الصنعة ... فيه كيف تخفى؟
إنّ رفّاءك هذا ... ألطف الأمة كفّا
فإذا ألصق بالنصف ... من الجردق نصفا
الطف الصنعة حتّى ... ما ترى مطعن إشفى «١»
مثل ما جاء من التّنّور ... ما غادر حرفا
وله في الماء أيضا ... عمل أبدع ظرفا
مزجه العذب بماء البئر ... كى يزداد ضعفا
فهو لا يسقيك منه ... مثل ما يشرب صرفا
وقال فيه
على خبز إسماعيل واقية البخل ... فقد حلّ في دار الأمان من الأكل
وما خبزه إلا كعنقاء مغرب ... يصوّر في بسط الملوك وفي المثل
يحدّث عنها الناس من غير رؤية ... سوى صورة ما إن تمرّ ولا تحلى
وما خبزه إلا كآوى يرى ابنه ... ولم ير آوى في الحزون وفي السّهل
وما خبزه إلا كليب بن وائل ... ليالى «٢» يحمى عزّه منبت البقل