وقت السّحر. وكان الملك العزيز بالصّبيبة «١» ، فسار منها فى أول الليل- والمسافة بعيدة- فوصل إلى بعلبك وقد طلعت الشمس ففاته الغرض. واطلع الأمجد على ما فعله ابنه فقتله. وقيل بنى عليه بيتا، فمات.
وفيها توفى المهذّب الدّخوار، الطبيب «٢» : رئيس الأطباء بدمشق.
وكان طبيبا حاذقا، وما كان يرى أن فى الدنيا مثله. وكان يقرأ عليه الطّب.
وكانت له دار بدمشق وبستان، فوقف الدار مدرسة يقرأ فيها الطب، ووقف بستانه عليها. والمدرسة باقية بدمشق، تعرف بالدّخوارية، رأيتها فى سنة ثلاث وسبعمائة.
وفيها، فى ثامن عشر شعبان، توفى الأمير شجاع الدين أبو المنصور:
جلدك بن عبد الله المظّفرى التّقوى «٣» ، بالقاهرة. سمع من الحافظ السّلفى. وكان مكرّما لأهل العلم والفضلاء، مساعدا لهم بماله وجاهه.
وحضر مواقف كثيرة فى قتال العدو بالساحل. وتولى ثغر دمياط والإسكندرية، وقوص، وشدّ الدواوين «٤» ، وغير ذلك. وكان يكتب فى