للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما وفّق الله تعالى نصير الدين: محمد «١» ، بن سيف الدين أبى بكر، بن أيوب- من الطاعة المشهورة، والخدم المشكورة، والخطوة فى جهاد أعداء الدين بالمساعى الصالحة، والفوز من المراضى الشريفة الإمامية- أجلّها الله تعالى- بالمغانم الجزيلة والصّفقة الرابحة- لما وصل فيه سالف شريف الاختصاص بآنفه. وشفع تالده «٢» فى تحصيل مأثور الاستخلاص بطارفه «٣» . واستوجب بسلوكه فى الطاعة المفروضة مزيد الإكرام والتفضيل، وضرع فى الإنعام عليه بمنشور شريف إمامى يسلك فى اتّباعه هداه. والعمل بمراشده سواء الصراط وقصد السبيل- اقتضت الآراء الشريفة المقدسة- زادها الله تعالى جلالا متألّق الأنوار، وقدسا يتساوى فى تعظيمه من هو مستخف بالليل وسارب بالنهار- الإيعاز بإجابته إلى ما وجّه أمله إلى الإنافة «٤» فيه به إليه. والجذب بضبعه «٥» إلى ذروة الاجتباء الذى تظهر أشعّة أنواره الباهرة عليه.

فقلّده- على خيرة الله تعالى- الزّعامة والصّلاة، وأعمال الحرب، والمعاون «٦» والأحداث «٧» ، والخراج والضّياع، والصّدقات والجوالى «٨» ، وسائر وجوه الجبايات، والفرض والعطاء «٩» والنفقة فى