بحرة الحاج، والحجارة معها تتحدر وتسير، حتى كادت تقارب حرّة العريض. ثم سكنت ووقفت أياما. ثم عاد يخرج من النار حجارة أمامها وخلفها، حتى بنت جبلين أمامها وخلفها، وما بقى يخرج منها من بين الجبلين لسان لها أياما. ثم انها عظمت الآن، وسناها إلى الآن، وهى تتّقد كأعظم ما يكون. ولها صوت عظيم من آخر الليل إلى صحوة فى كل يوم. ولها عجائب ما أقدر أصفها، ولا أشرحها لك على الكمال. وإنما هذا منها طرف. قال: وكتبت هذا الكتاب، ولها شهر وهى فى مكانها، ما تتقدم ولا تتأخر.
وقال بعض أهل المدينة فى ذلك شعرا، وهو:
يا كاشف الضّرّ: صفحا عن جرائمنا ... لقد أحاطت بنا يا ربّ بأساء
نشكو إليك خطوبا لا نطيق لها ... حملا، ونحن بها، حقاّ أحقّاء
زلازلا تخشع الصّمّ الصّلاب لها ... وكيف يقوى على الزلزال شمّاء
أقام سبعا يرجّ الأرض، فانصدعت ... عن منظر، منه عين الشمس عشواء
بحر من النار، تجرى فوقه سفن ... من الهضاب، لها فى الأرض إرساء