واحتفل بامر الجند، واستعد للجهاد، وأرسل إلى الملك الناصر صاحب الشام، وطلب منه الاتفاق واجتماع الكلمة. والمظافرة على العدو، وأن يكونا يدا واحدة على حرب التتار. فحلف له على ذلك. ثم كان من أمر الملك الناصر، واضطراب أمره، وزوال ملكه، واستيلاء التتار على حلب ودمشق وغيرها- ما قدمناه.
وملك التتار الشام بأسره. وجرّد هولاكو كتبغا نوين فى جيش كثيف، اختاره من المغل، وبعثه إلى الشام. وكان من أمره، وأمر جيوش الشام، وتحلّلهم بلاد الشام، ووصولهم إلى نابلس، وقتل من قدمنا ذكره بها- ما شرحنا ذلك فى أخبار الملك الناصر. فلا فائدة فى إعادته.
وفى سنة سبع وخمسين وستمائة.
توفى الأمير منيف بن شيحة، صاحب المدينة النبوية. وقام بعده بالمدينة أخوه: جمّاز بن شيحه.
وفيها، توفى الشيخ الفاضل الصّدر الكبير فتح الدين أبو العباس:
أحمد بن الشيخ جمال الدين أبى عمرو عثمان، بن أبى الحوافر- رئيس الأطباء بالديار المصرية.
وكانت وفاته فى ليلة الخميس، رابع عشر رمضان، ودفن بالقرافة.
وولى رياسة الأطباء بعده ابن أخيه: الصّدر شهاب الدين أحمد، بن محيى الدين رشيد بن جمال الدين عثمان، بن أبى الحوافر.