ولقب به القاهر صاحب الموصل فسم. فنقل السلطان لقبه إلى الملك الظاهر والله أعلم.
قال المؤرخ «١» وكانت القاهرة ومصر قد زينتا لقدوم الملك المظفر، والناس فى سرور لمقدمه إثر هذا النصر العظيم «٢» ، فلم يرعهم إلا ومناد ينادى:«معشر الناس، رحمكم الله، ترحموا على الملك المظفر، وادعوا لسلطانكم الملك الظاهر ركن الدين» فوجم الناس لذلك، وتألموا خوفا من شدة البحريه وما كانوا «٣» يعتمدونه من الظلم والسلطنة فى غيرهم، فكيف وقد صارت فيهم. فعاملهم السلطان بما سرهم به، وهو أن الملك المظفر كان قد جدد على الناس حوادث «٤» فى سنة ثمان وخمسين وستمائة: منها تصقيع الأملاك وتقويمها وأخذ زكاتها، وأخذ ثلث الترك الأهلية، ومضاعفه الزكاة، رجباية الدينار من كل إنسان، ومبلغ ذلك ستمائة ألف دينار. فأبطل السلطان [بيبرس] ذلك، وكتب به توقيعا قرىء على المنابر، فطابت قلوب الناس.
قال: ولما أصبح السلطان [بيبرس] فى يوم الأحد جلس بالإيوان بقلعة الجبل وحلف العساكر لنفسه، واستناب مملوكه الأمير بدر الدين بيليك الخزندار «٥»