الملك الأشرف ومن حضر. وقال للقاضى وجماعة العلماء: ما طلبتكم إلا بهذا السبب. وكتب مكتوب بصورة الحال، وكتب فيه القاضى والجماعة. ثم جهز الملك الأشرف وركب السلطان لوداعه.
وفى اليوم الذى قبض فيه على الملك المغيث جلس السلطان بعد انقضاء المجلس وأمر بالكتب إلى الكرك: بعد من فيها بالإحسان، ويحذرهم عاقبة مخالفته.
وسير الأمير بدر الدين بيسرى الشمسى، والأمير عز الدين أيدمر الظاهرى أستاد الدار العالية إلى جهة الكرك وجهز الخلع والأموال ليلحقهما بها «١» ، وجهز الملك المغيث عشية النهار إلى الديار المصرية صحبة من أختاره لذلك، وأطلق أهله وحاشيته، وسير حريمه إلى مصر وأطلق لهم الرواتب.
وكان من خبر وفاة الملك المغيث ما قدمناه فى أخباره، رحمه الله.
وفى هذه المنزلة «٢» وصلت رسل دار الدعوة ومعهم الهدايا ووصل ولذا «٣» الصاحبين مقدمى الدعوة، فأحسن السلطان إليهما وتوجها.
وفيها: أغار السلطان على عكا، وكان من أخبار الفرنج ما نذكر إن شاء الله تعالى فى غزوات السلطان وفتوحاته.
ولما رجع السلطان من الغارة توجه إلى نحو الكرك، وكان رحيله من منزلة الطور فى يوم الاثنين ثالث عشر جمادى الآخرة من السنة. وجرد صحبته جماعة من العسكر وطائفة أخرى صحبة الأمير علاء الدين أمير جاندار إلى الصالحية.