برهان الدين الخضر السنجارى، ثم أعيد ذلك إليه فى الثامن من صفر سنة ستين وستمائة. وقد شرحنا مضمون تقاليد هذه الولايات فى مواضعها. وفوض إليه تدريس المدرسة الصالحية النجمية، بتوقيع ظاهرى تاريخه ثانى عشر جمادى الأول سنة ستين وستمائة بعد وفاة الشيخ عز الدين بن عبد السلام. ثم فوض إليه النظر العام على الأشراف والأوقاف والأحباس، ومشهد السيد الحسين ومدرسة الإمام الشافعى، والخانكاه والمشاهد بالباب الشريف وبجميع أعمال الديار المصرية بتوقيع ظاهرى تاريخه السابع من جماد الآخر سنة ستين وستمائة. وفوض إليه تدريس مدرسة الشافعى بتقليد تاريخه نصف ذى الحجة سنة إحدى وستين.
ثم قسم القضاء بين أربعة حكام، فكتب له تقليد كما تقدم، تاريخه ثامن عشرين ذى القعدة سنة ثلاث وستين، وخص بالنظر فى جميع أموال الأيتام بالقاهرة ومصر والديار المصرية بمفرده والأوقاف، وقد شرحنا ذلك. واستمر كذلك إلى أن مات رحمه الله تعالى. وكان رحمه الله، كثير الاحتراز والتحفظ، وضبط ناموس الشرع، وإقامة الحرمة، وكف الأيدى العادية، والتطلع على جهات الأوقاف، وأخبار العدول، وغير ذلك مما هو متعلق بمنصب الشرع الشريف.
ولما مات، رحمه الله تعالى، قسم قضاء الشافعية بعده، ففوض قضاء مصر والوجه القبلى للقاضى محيى الدين بن الصلاح «١» عبد الله بن قاضى القضاة شرف الدين محمد ابن عين الدولة الصفراوى «٢» . وفوض قضاء القاهرة والوجه البحرى للقاضى