للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النفوس أن يكون بدرا كاملا، ووثقت الآمال أن يرجع حاليا كل ما كان عاطلا، رأينا أن نفوض إليه حكم كل ما أمضى الله فيه حكمنا من البلاد، وتحققنا أن رائد نظرنا فى أمره يصدق فيما اختار من الارتياد. وقلدناه أمر الديار المصرية والبلاد الشامية والقلاع والحصون، وهى: الديار المصرية، البلاد الشامية، البلاد الحلبيه، البلاد الحموية، البلاد الحمصيه. فهذا الملك إليه ممتد الرواق، ودو نظامه يتزين بحسن الإتساق «١» ، ونواحيه مع اتساعها محروسة بهممه، فكأنه خصر «٢» اشتمل عليه النطاق، ونعم الله محروسه معه بالشكر، مفيده عنده بالإطلاق، والدين الحنيفى من عزمه عالى المنار، والنفوس واثقة «٣» أن تكون بناصره دائمة الانتصار، وأخبار نصره تحفظها الليالى مما تكرره ألسن السمار، ومهابته تسرى إلى قلوب الأعداء فتحول منها الأفكار، والدولة الزاهرة به محاطة «٤» الأرجاء، وسحائب إحسانه متدفق الأنواء، وآثار نعمة الله فيها ظاهرة، والله يحب أن يرى على عبده أثر النعماء. والشريعة المطهرة بتأييده نافذة الأحكام، وأمورها مرعية بهممه التى أضحت المعالى أنها لا تنام. وأطلقنا تصرفه وحكمه فى الخزائن والأموال، وتعيين الإقطاعات فى الغيبه منا والحضور. وأمرنا أن لا يرد أمره فى جميع ما يقتضيه رأيه الشريف من الأمور. فبيديه الحل والعقد، وإلى أبوابه ينتهى القصد. فقد أضحى بحمد الله حلية للمجد، والأيام تزهو به كما تزهو الدرر بواسطة العقد، وإليه فى الأمور النقض والإبرام. وعليه المعتمد فى فصل