من جهة هولاكو، وتوجه قبل دخوله إلى بلاده إلى السلطان ركن الدين صاحب الروم، فعزم [صاحب الروم «١» ] على الإيقاع به على غرة، ثم ينسب ذلك إلى التركمان، فشعر هيتوم «٢» بذلك، وكان قد استصحب معه قاضى بلاد هولاكو ليصلح بينه وبين صاحب الروم، وأعطاه عطاء كثيرا واستماله، فقال له هيتوم:
«لا أقدر على دخول بلاد الروم حتى تحضر جماعة من التتار يخفروننى «٣» » . فكتب القاضى إلى التتار الذين بالروم، فحضر منهم أربعمائة فارس، فتوجه بهم إلى السلطان ركن الدين، فخرج إليه وتلقاه مترجلا لأجل القاضى، والأرمتى لم يترجل، وقدم كل منهما للآخر تقدمة، لكن كانت تقدمة صاحب الروم لهيتوم أكثر، ثم جاءوا جميعهم إلى هرقلة «٤» وتحالفا واتفقا، واهتم هيتوم بجمع العساكر لقصد البلاد الإسلامية. وكان فى عسكره من بنى كلاب ألف فارس فقصد عين تاب.
وكان السلطان قد اطلع على هذا الأمر لاهتمامه بالاستطلاع على الأخبار، فسير إلى عسكر حماة وعسكر حمص بالتوجه إلى حلب، فتوجهوا، وتوجه جماعة من العسكر المصرى، فأغاروا على الأرمن وأسر أمير من أمراء هيتوم، وأخذ له مائة جمل من البخاتى فولوا منهزمين، وقتل منهم جماعة، وجرح صاحب حموص «٥» قرابة هيتوم الملك جراحة شديدة، فكتب الأرمنى إلى التتار الذين بالروم، وهم