وغيرهم وبلغه أن اليهود والنصارى يؤخذ منهم حقوق «١» زيارة الخليل، والنزول فى المغارة، فأنكر ذلك، وكتب مرسوما بمنع أهل الذمة من دخول المقام الشريف. ثم رحل إلى عين جالوت.
وأما العسكر المجرد: فوصلوا إلى حمص فورد عليهم كتاب السلطان بالتوجه إلى طرابلس، فركبوا على غرة من العدو، فأصبحوا على حصن الأكراد، وأغاروا إلى ساحل البحر من جهة طرابلس، ونزلوا على حصن ثيب «٢» من عمل حصن الأكراد فأقاموا عليه يوما واحدا، فأخذوه وأسروا منه جماعة وهرب من كان بحلبا من الفرنج وأخلوها، فدخلها العسكر وكسبوا منها شيئا كثيرا من نحاس وصناديق وسكر وغيره، ولما هرب أهلها أدرك العسكر أواخرهم، فقتلوهم وأخذوا نساءهم. ولما شاهد «٣» أهل عرقا ما حل بحلبا نجوا بأنفسهم، فأخرب العسكر القلعتين ونزلوا على حصن القليعات فتسلموه فى رابع شهر رمضان بالأمان وهدموه، وعادت العساكر. فنزل الأمير سيف الدين قلاون بالقرب من القليعات، وسير بالليل بعض المقدمين ليترقب من يخرج من الفرنج، فوجد خمسين نفرا متوجهين من صافيتا «٤» إلى حصن الأكراد أقجية وجرخية «٥» فقتلهم جميعا، وأحضرت رءوسهم.
وخرج جماعة من الداوية للغارة على الغلمان الذين يحشون «٦» لخيل العسكر، وكان