فارس الدين الأتابك وأنهى إليه صورة الحال، فسأله هل يعرف الذى باعه؟
قال:«نعم» فسير معه جاندارية، فتوجه ووجد أحد الرجلين فقبض عليه وأحضره. فأنهى الأتابك ذلك إلى السلطان فأحضرهما بين يديه، وتقابلا فأنكر القارى «١» . فقال الركابى:«فأنا أعرف بيته وما فيه» ، فعند ذلك أعترف القارى، وقال:«ما أنا أفعل هذا جميع من بقارا يفعله» . وكان قد حضر من قارا رهبان بضيافة إلى باب الدهليز، فأمر السلطان بالقبض عليهم، وركب بنفسه وقصد الديرة التى خارج قارا، فقتل من بها ونهبها، ثم عاد وأمر العسكر بالركوب، وقصد التل الذى بظاهر قارا من جهة الشمال، واستدعى أبا العز الريس بها، وقال له:
«نحن بقصد الصيد، فمر أهل قارا بالخروج بأجمعهم» . فخرج منهم جماعة إلى ظاهر القرية، فلما أبعدوا عنها، أمر بضرب رقابهم فضربت ولم يسلم منهم إلا من هرب واختفى بالعمائر والآبار، وعصى بالأبرجة بها جماعة فأمّنوا وأخذوا أسرى، وكانوا ألفا وسبعين نفرا من رجل وامرأة وصبى. وانتمى جماعة إلى أبى العز ريسها فأطلقهم السلطان له، ثم أمر بتوسيط «٢» الرهبان الذين حضروا بالضيافة فوسطوا. وتقدم إلى العسكر بنهب قارا فنهبوها «٣» ، ثم أمر أن يجعل كنيستها جامعا، ونقل إليها الرعية من التركمان وغيرهم حتى شحنها بالناس، ورتب فيها خطيبا وقاضيا، وكانت قبل ذلك يسكنها النصارى. وكان السبب فى إبقاء الرئيس أبى العز أن السلطان الملك الظاهر لما ساق خلف التتار بعد وقعة عين