للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بطرابلس إلى من بالقلعة يأمرهم بالتسليم. ثم طلبوا الأمان، فكتب لهم أمان على أنهم يتوجهون إلى بلادهم. وفى يوم الثلاثاء رابع عشرين شعبان، خرج الفرنج من القلعة وجهزوا إلى بلادهم، وتسلم السلطان الحصن. ورتب الأمير صارم الدين الكافرى «١» نائبا بحصن الأكراد، وفوض أمر عمارة الحصن إلى الأمير عز الدين أيبك الأفرم وعز الدين أيبك الشيخ.

وهذا الحصن كان قديما بيد المسلمين، فلما نازل صنجيل طرابلس كان يشن الغارات على هذا الحصن وما قاربه من الحصون، ثم قصده فى سنة ست وتسعين وأربعمائة وحاصره وضيق على من به وأشرف على أخذه، فاتفق قتل جناح الدولة صاحب حمص فطمع فيها ورحل عنه. وهلك صنجيل وملك ابنه، فجرى على عادة أبيه فى أذية أهل هذا الحصن وإفساد أعماله، ثم فارقه وتوجه لحصار بيروت. فجاء طنكلى «٢» صاحب أنطاكية ونازله، وأهله فى غاية الضعف، فسلمه صاحبه إليه، وكان يرجو أنه؟؟؟ فيه لأنه اختاره على صنجيل فأنزله وأهله منه، وأخذه صحبته، ورتب فيه من يحفظه من الفرنج؛ وحكى ذلك ابن عساكر.

وذكر ابن منقذ فى كتاب البلدان أن: نور الدين محمود بن زنكى، رحمه الله تعالى، كان قد عامل بعض رجالة التركمان المستخدمين من جهة الفرنج بهذا الحصن، على أنه إذا قصده نور الدين يثور هو وجماعة من أصحابه فى الحصن ويرفعون علم نور الدين على الحصن وينادون باسمه.

وكان هذا التركمانى له أولاد وإخوة قد وثق بهم الفرنج، وكان الإتفاق