للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بشعار الأفضل أمير الجيوش، [شريك الخليفة الفاطمى صاحب مصر «١» ] ، وذلك فى شهر رمضان سنة خمسمائة.

ثم مات صنجيل فى ثامن وعشرين رمضان، وتولى مكانه مقدم اسمه السردانى «٢» . ولما نادى أهل طرابلس بشعار الأفضل، [وبلغه ذلك «٣» ] حضر إليهم جيشا فى البحر، وقدم عليهم تاج العجم. فلما وصل إلى طرابلس، أخذ جميع الأموال، وما يحفظ به البلد. وبلغ الأفضل أنه يقصد العصيان بطرابلس. فقبض على ما كان حصّله، وولّى بدر الدولة ابن أبى الطيب الدمشقى. فوصل إلى طرابلس، وكان أهلها قد ضاقت صدورهم، من طول الحصار. ثم رأوا من خلفه «٤» ، ما رغبهم عنه، ونفرهم منه، فعزموا على طرده.

ثم رأوا إبقاءه، لأنهم لا ملجأ لهم إلا من جهة المصريين.

ثم وصلت مراكب من مصر بالغلات والرجال، فقرر المذكور مع مقدم «٥» الأسطول، القبض على أعيان البلد، وأصحاب فخر الملك بن عمار وحريمه.

فأخذهم وسيّرهم فى البحر إلى مصر. وبعث معهم ما كان فى طرابلس من السلاح والذخائر، ما لم يكن عند أحد من الملوك مثله. وبعث مائة ألف دينار عينا. فلما وصلوا إلى مصر، اعتقل [الأفضل «٦» ] أهل بنى عمار.