السلطان. فلما ورد كتاب السلطان بأمان أهل دمشق، قرىء بحضور القاضى شمس الدين. فقال الأمير علم الدين الحلبى: هذا كتاب أمان لمن سمعه، وقد سمعه القاضى، فهو آمن. ثم عزله فى حادى عشر صفر، وفوض القضاء لقاضى القضاة، نجم الدين ابن قاضى القضاة صدر الدين سنى الدولة. وكان ابن خلكان بالمدرسة العادلية، فطاليه القاضى نجم الدين بإخلاء مسكنها ليسكن فيه، وكرر عليه الطلب. وكان ابن سنى الدولة، قد أرسل إلى حلب، لاحضار أهله.
فاتفق وصولهم إلى ظاهر دمشق، فى يوم الأربعاء تاسع عشر شهر ربيع الأول. فخرج لتلقيهم، ورسم على القاضى شمس الدين بن خلكان، إلى أن ينتقل من المدرسة، وضيق عليه، وبقى فى شدة بسبب ذلك. وسئل ابن سنى الدولة، أن يمهل عليه أياما، إلى أن ينتقل إلى مكان آخر، فامتنع وشدّد فى ذلك، وصمم عليه.
وبقى القاضى شمس الدين فى الترسيم، إلى الرابعة من النهار المذكور، وهو يجمع كتبه، ويعبّى قماشه للنقلة، ونقل بعضه. فبينما هو كذلك، وإذا بجماعة من الجاندارية حضروا فى طلبه، فظن أن ذلك بسبب خلو المكان فأراهم أنه يهتم «١» فى النقلة. فقالوا له، أنك لم تطلب لذلك، وإنما قد حضر بريدية من باب السلطان، فطلبت لذلك. وظن أن الطلب لأمر، هو أشد من النقلة. وخاف، وتوجه إلى نائب السلطنة. فإذا كتاب السلطان قد ورد، وهو ينكر ولاية ابن سنى الدولة القضاء وهو أطروش. ويقول «٢» نحن بيننا وبين القاضى شمس الدين