وكان هذا الشيخ قدوة أحمد سلطان ملك التتار. وهو الذى استسلمه، وقرر قواعد الصلح بينه وبين السلطان، وبلغ منه مبلغا عظيما، إلى أن كان يقف بين يديه، وظهرت منه أمور للمغل استمالهم بها. وتحدث فى سائر الأوقاف وعظم ذكره ببلاد الشرق. وركب بالجتر «١» والسلاح دارية والجمدارية. وظن أنه إذا حضر إلى السلطان تمكن منه، ويتم له فى هذه المملكة، ماتم له بالعراق.
فلما وصل إلى البيرة، تلقاه الأمير جمال الدين أقش الفارسى، أحد الأمراء بحلب، ومنعه من حمل الجتر والسلاح ونكب به عن الطريق المسلوك، إلى أن أدخله إلى حلب، ثم إلى دمشق. كان وصوله إلى دمشق، فى ليلة الثلاثاء، ثانى عشر ذى الحجة، ولم يتمكن أحد من الناس أن يراه ولا يكلمه.
ولما وصل إلى دمشق، أنزل فى قلعتها بقاعة رضوان، إلى أن وصل السلطان إلى دمشق. ويقال إنه رتب للشيخ ولمن معه، فى كل يوم ألف درهم نفقة وأطعمة وحلوى، وغير ذلك بألف درهم أخرى. واستقر بالقلعة، إلى أن وصل السلطان إلى دمشق، فى جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين، فاستدعاهم ليلا.
ووقف بين يدى السلطان ألف مملوك وخمسمائة. مملوك، عليهم الأقبية الأطلس الأحمر، بالطرز «٢» ، والكلوتات «٣» الزركش. ووفد بين يديه ألف شمعة وخمسمائة