للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها، توفى الشيخ الإمام العّلامة، العابد الزاهد، شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن ابن شيخ الإسلام، أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسى، شيخ الحنابلة بالشام. وكان قد ولى قضاء القضاة على كره منه، فى سنة أربع وستين كما تقدم. ثم ترك الحكم، وتوفر على العبادة والتدريس، وأشغال الطلبة، والتصنيف. ويقال إنه قطب بالشام. واستدل على ذلك بحرائى «١» توافقت عليها، جماعة تعرفه «٢» ، فى سنة سبع وسبعين وستمائة أنه قطب، وكان أوحد زمانه. وكانت وفاته فى يوم الاثنين، سلخ ربيع الآخر منها.

ودفن بقاسيون، بتربة والده، قدس الله روحه. ومولده فى السابع والعشرين من المحرم سنة سبع وتسعين وخمسمائة. ولما مات رثاه المولى الفاضل شهاب الدين محمود كاتب الإنشاء بقصيدة أولها.

ما للوجود وقد علاه ظلام ... أعراه «٣» خطب أم عداه مرام

أم قد أصيب بشمسه فغدا وقد ... لبست عليه حدادها الأيام

جاء منها:

لكم الكرامات الجليلات التى ... لا تستطيع حجودها الأقوام

وهى قصيدة تزيد على ستين بيتا، ورثاه جماعة، رحمه الله تعالى.