للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وستمائة. روى عن ابن باقا، وسمع من ابن البنا وغيره، وحدّث. وكان يعانى الخدم الديوانية، وله نظم كثير جيد. فمنه قصيدته المشهورة البائية، التى ادعاها الشيخ نجم الدين بن اسرائيل. وقد رأينا أن نذكر هذه القصيدة، وما وقع فى أمرها، وما قيل فى وزنها ورويها، وكيف حكم بها للمذكور. وأول «١» القصيدة:

يا مطلبا ليس لى فى غيره أرب ... إليك آل التقصى وأنتهى الطلب

وما طمحت لمرأى «٢» أو لمستمع ... إلا لمعنى إلى علياك ينتسب

وما أرانى «٣» أهلا أن تواصلنى ... حسبى علوا، بأنى فيك مكتيب

لكن ينازع شوقى تارة أدبى ... فأطلب الوصل، لما يضعف الأدب

ولست أبرح فى الحالين ذا قلق ... باد وشوق له فى أضلعى لهب

وناظر كلما كفكفت أدمعه ... صونا لحبك يعصينى وينسكب

ويدعى فى الهوى دمعى مقاسمتى ... وجدى وحزنى ونجوى وهو مختضب «٤»

كالطرف يزعم توحيد الحبيب ولا ... يزال «٥» فى ليله للنجم يرتقب

يا صاحبى قد عدمت المسعدين فما ... عدنى على وصبى لا مسّك الوصب