للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو العيناء: خطبت امرأة فاستقبحتنى. فكتبت اليها:

فإن تنفرى من قبح وجهى فإننى ... أريب أديب لا غبىّ ولا فدم

فأجابتنى: ليس لديوان الرسائل أر يدك.

وخطب ثمامة العوفىّ امرأة. فسألت عن حرفته؛ فكتب اليها يقول:

وسائلة عن حرفتى قلت حرفتى ... مقارعة الأبطال في كل مازق

وضربى طلى الأبطال بالسيف معلما ... إذا زحف الصفان تحت الخوافق

فلما قرأت الشعر، قالت للرسول: قل له: فديتك! أنت أسد، فاطلب لك لبؤة؛ فإنى ظبية أحتاج الى غزال.

خرجت حبّى المدنيّة في جوف الليل؛ فلقيها إنسان فقال لها: تخرجين في هذا الوقت! قالت: ما أبالى، إن لقينى شيطان فأنا في طاعته، وإن لقينى رجل فأنا فى طلبه. وجاءت الى شيخ يبيع اللبن، ففتحت ظرفا فذاقته ودفعته إليه وقالت: لا تعجل بشدّة؛ ثم فتحت آخر فذاقته ودفعته إليه. فلما أشغلت يديه جميعا، كشفت ثوبه من خلفه، وجعلت تصفق «١» بظاهر قدميها استه وخصييه، وتقول: يا ثارات ذات النّحيين، والشيخ يستغيث، فلم يخلص منها إلا بعد جهد.

غاب رجل عن امرأته فبلغها أنه اشترى جارية، فاشترت غلامين. فبلغه ذلك فجاء مبادرا، وقال لها: ما هذا؟ فقالت: أما علمت أنّ الرحى الى بغلين أحوج من البغل الى رحيين! ولكن بع الجارية حتى نبيع الغلامين؛ ففعل ذلك ففعلت.

ومثل ذلك ما حكى عن الأحنف: أنه اعتمّ ونظر في المرآة؛ فقالت له امرأته: كأنك قد هممت بخطبة امرأة! قال: قد كان ذلك. قالت: فإذا فعلت