للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوقع فى قلوب أهلها الرعب، لما فتحت عكا، وعلموا أنهم لا يقدرون على حفظها، ففارقوها ونجوا بأنفسهم. فملكها السلطان، فأمر بهدمها جميعها فهدمت. ثم فتجت صيدا وبيروت، على يد الأمير علم الدين الشجاعى، على ما نذكره «١» إن شاء الله تعالى.

وأكثر الشعراء ذكر هذا الفتح. فكان ممن «٢» امتدح السلطان، وذكر هذا الفتح من الشعراء، الشيخ الفاضل بدر الدين محمد بن أحمد بن عمر المنيجى «٣» التاجر المقيم بالقاهرة، فقال:

بلغت فى الملك أقصى غاية الأمل ... وفتّ شأو ملوك الأعصر الأول

وحزت رق العلى بالجد مجتهدا ... وجزت غاياتها سيقا على مهل

ونلت بالحول دون الناس منفردا ... ما لم ينله ملوك الأرض بالحيل

فطل بدولتك الميمون طائرها ... فإنها غرة فى أوجه الدول

واسعد بهمتك العليا التى وصلت ... لك السعود بحبل غير منفصل

فأنت للدين والدنيا صلاحهما ... وفيهما حمل ضيم غير محتمل

فكم بلغت مرادا بت «٤» تأمله ... بعزمك الباتر العارى من الفلل