للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرى مع ذلك أمنا ولا قرارا، ولا راحة، اللهم [إلا] «١» رجلا «٢» نبذ الآخرة وراءه، واتخذ إلهه هواه، وقصر همّه وهمته على حظ نفسه من دنياه، فغاية مطلبه «٣» الحياة والمنزلة فى قلوب الناس وتحسين الزى «٤» والملبس، والركبة والمجلس، غير مستشعر «٥» خيبة حاله، ولا ركاكة مقصده، فهذا لا كلام معه، فإنك لا تسمع الموتى، وما أنت بمسمع من فى القبور. فاتق الله الذى يراك حين تقوم؛ واقصر أملك عليه، فالمحروم من أمله غير مرحوم. وما أنا وأنتم أيها النفر، إلا كما قال حبيب العجمى، وقد قال له قائل: ليتنا لم نخلق فقال قد وقعتم فاحتالوا. وإن خفى عليك بعض هذا الخطر، وشغلتك الدنيا، أن تقضى من معرفته الوطر. فتأمل [من] «٦» كلام النبوة القضاة ثلاثة، وقوله صلى الله عليه وسلم لمن خاطبه مشفقا عليه: لا تأمرن على اثنين، ولا تليّن مال اليتيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم «٧» .

وما أنا والسير فى متلف ... يبرح بالذّكر الضابط

هيهات جف القلم، ونفذ أمر الله، ولا راد لما حكم. ومن هناك شمّ الناس فى الصّديق رضى الله عنه، راتحة الكبد المشوى. وقال الفاروق: ليت أم عمر