يستخرج من العدول «١» الجالسين بسوق الوراقين، من كل عدل عشرين دينارا، ومن كل «٢» عاقد أربعين دينارا. فنهض قاضى القضاة زين الدين المالكى فى ذلك، وتحدث مع الأمراء فى ذلك. وذكر ضرورة العدول وفاقتهم واحتياجهم، وأن جلوسهم فى سوق الوزاقين، لتحصيل أقواتهم، ولو قدروا على القوت ما جلسوا، وقام فى ذلك أتمّ قيام، حتى اندفعت عنهم هذه المظلمة، وأعفوا «٣» منها. واستخرج من سائر الأعمال والبلاد والقرى بالديار المصرية أموال، قررت على كل بلد من البلاد المقطعة، واستخرجت الأموال من الرعايا والفلاحين.
وأما دمشق، فإنه رسم باستخراج أجرة أربعة أشهر من أرباب الأملاك والأوقاف التى بدمشق وظاهرها، ومن الضياع، التى ضمانها أكثر من أمدائها ثلث ضمانها. وإن كانت أمداؤها أكثر من ضمانها، استخرج عن كل مدى، ستة دراهم وثلثا درهم- والمدى أربعون ذراعا فى مثلها، يكون تكسيره ألف ذراع وستمائة ذراع، بذراع العمل «٤» - فنال الناس من ذلك شدة. وكان المال المطلوب، عن ما تحصل فى سنة تسع وتسعين وستمائة.
وفيها، فى المحرم، كثرت الأراجيف بحركة التتار، فجفل أهل الشام أجمع، منهم من التجأ إلى الحصون، وأكثرهم وصلوا إلى الديار المصرية، حتى امتلأت