للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بها الأمير علم الدين سنجر الغتمى، فخرج إليه بالإقامات، وقال له: هذا المكان قريب المأخذ، والملك يقصد المدن الكبار، فإذا ملكت البلاد التى هى أمامك فنحن لا نمتنع عليك. فأخذ ولده ومملوكه رهنا على الوفاء بذلك؛ فرحل عنها، ثم عاد إليها وجرّد نائبه قطلو شاه فى اثنى عشر تمانا [١] ، وأمره بقصد الشام، وعاد غازان إلى بلاد الشّرق.

وأما العسكر الشامى فإن عسكر حلب جمعه الأمير شمس الدين قراسنقر [٢] ، والعسكر الحموىّ مع الأمير زين الدين كتبغا الملقّب بالعادل وعسكر الساحل مع الأمير سيف الدين أسند مركرجى، وجماعة من عسكر دمشق مع الأمير سيف الدين بهادر آص والأمير سيف الدين أنص [٣] الجمدار ونزلت هذه العساكر بالقرب من حماه، وجاءت طائفة من التتار للإغارة فوصلوا إلى القريتين [٤] وبها جمع من التركمان بحريمهم وأولادهم وأغنامهم فأوقع التتار بهم ونهبوهم، واتصل خبرهم بالأمير جمال الدين آقش الأفرم نائب السلطنة بالشام؛ فجرد طائفة من عسكر الشام صحبة الأمير سيف الدين قطلبك المنصورى، وركب معه الأمير ثابت بن يزيد، وتوجّهوا جرائد إلى القريتين فوجدوا التتار قد فارقوها، فعادوا ولم يظفروا بهم، واتّصل خبر هذه الطائفة من التتار بالأمراء المقيمين على حماه؛ فانتدب لذلك الأمير سيف الدين أسند مركرجى نائب السلطنة بالفتوحات، وانتدب معه من عسكر حلب الأمير سيف الدين كجكن، ومن عسكر الشام الأمير سيف الدين بهادر آص والأمير سيف


[١] كذا فى الأصول. وفى السلوك ١: ٩٣٣ هامش للدكتور زيادة «تومان، والجمع توامين. وهى الفرقة التى يبلغ عدد أفرادها عشرة آلاف جندى» والرسم عشرة آلاف جندى الزاهرة ٨: ١٣٨ «طومان» وعرفه المحقق بأنه مقدم عشرة آلاف جندى.
[٢] ومعناه السنقر الأسود وقد تسمى به بعض الأمراء أخذا من اسم الطائر المسمى بالسنقر والذى كان يستعمله ملوك الشرق فى الصيد (الخطط التوفيقية ١٠: ٧٨) .
[٣] كذا فى الأصول، وقد رسمه النجوم الزاهرة «أنس» .
[٤] القريتين: قرية كبيرة من أعمال حمص فى طريق البرية، وتدعى «حوادين» وبينها وبين تدمر مرحلتان (معجم البلدان ٣: ٧٨) .