للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن تتركوهم فإنّ القوم ما تركوا ... يوما عليكم ولا أبقوا ولم يذروا

أما رأيتم وعاينتم وقد فعلوا ... فى الصّالحيّة ما لا تفعل التّتر

اشفوا صدوركم إن كنتم غيرّا ... على نسائكم يا قوم وادّكروا [١]

كم من عجوز ومن شيخ ومكتهل ... ومن فتاة نماها الحسن والخفر

بيضاء خرعوبة [٢] بكر محجّبة ... لا الشمس تنظرها صونا ولا القمر

وذات بعل مخبّاة مخدّرة ... من دونها تضرب الأستار قد أسروا

ومطفل أثكلوا وجدا بمخولها [٣] ... وحامل أجهضت خوفا وقد ذكروا

ومربع أقفروا من بعد ساكنه ... وعقد شمل نظيم جامع نثروا [٥٨]

وكم أراقوا وكم ساقوا وكم هتكوا ... وكم تملّوا بما نالوا وكم فجروا

وحرّقوا فى نواحيها فواحربا ... وخرّبوا الشامخ العالى وكم دثروا

وجامع التوبة [٤] المحروق مهجته ... يشير لا توبة للقوم إن ظفروا

إشارة تترك الأنفاس صاعدة ... لها الدّموع من الآماق تنحدر

لهم حزازات فى قلبى مخبّاة ... تكاد من حرّها الأكباد تنفطر

فما يثبّطكم [٥] عن أخذ ثأركم ... هبّوا سراعا وخافوا اللّوم يا غير

وفّوهم الحرب إنصافا ومعدلة ... وحرّروا نوب الأيّام واعتبروا


[١] ادّكروا: أى تذكروا واتعظوا (لسان العرب) .
[٢] الخرعوبة: الشابة الحسنة الخلق، الرخصة البيضاء الجسيمة (محيط المحيط) .
[٣] كذا فى ص، وف. وفى كنز الدرر «بواحدها» .
[٤] جامع التوبة: ويقع بالعقيبة، أنشأه الملك الأشرف أبو الفتح موسى ابن الملك العادل سيف الدين أبى بكر ابن أيوب فى سنة ٦٣٢ هـ، وكان يعرف قديما بخان الزنجارى، وكان به كل مكروه من القيان وغيره (الدارس فى تاريخ المدارس ٢: ٤٢٦) .
[٥] كذا فى ص، وف. وفى كنز الدرر «فما قعادكم عن أخذ ثأركم» .