للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يطلبوا جلّقا بغيا بظلمهم ... إلا وردّوا على الأعقاب وانكسروا

حاشا دمشق من الأسواء [١] تطرقها ... أو أن تغيّرها عن وصفها الغير

ملائك الله تحميها وتحرسها ... تعاقبا ولها من ربّها خفر

وفى جوار خليل الله ما برحت ... وحضرة القدس قل لى: كيف تحتقر

بالله عدوى [٢] على من رامها بأذى ... وبالخليفة والسلطان أنتصر

هما ملاذكم فى كلّ نائبة ... بالرّوح أفديهما والسمع والبصر

إذا [٣] تأمّلت فحوى سر حكمهما ... لم تدر أيّهما فى عدله عمر

ولو رأيتهما يوما لخالك أن ... موسى بن عمران قد وافاك والخضر

هما رضيعا لبان عفّة وتقى ... وحسن ذكر شذاه فائح عطر

فذا [٤] مليك لكم طابت أرومته ... وذا أمير بأمر الله يأتمر

أبو الربيع سليمان الذى شهدت ... بفضله المستفاض [٥] البدو والحضر

وزمزم والصّفا والمأزمان [٦] معا ... والبيت يعرفه والحجر والحجر [٦٠]

خليفة الله فى الدنيا وطاعته ... فرض عليكم وهذا القول مختصر

ما زال مستكفيا بالله معتصما ... مستنصرا مستعينا وهو منتصر

لولاه فى الأرض قد مادت جوانبها ... وما سقاها إذا غيث ولا مطر


[١] الأسواء- جمع السوء: وهو القبيح (المعجم الوسيط) .
[٢] بالله عدوى: أى بالله مسعاى.
[٣] كذا فى ص، وف. وفى كنز الدرر «لما تألمت» .
[٤] كذا فى ص، وف. كنز الدرر «فذاك ملك» .
[٥] كذا فى ص، وف. وفى كنز الدرر «المستقام» .
[٦] المأزمان: تثنية مأزم. وهو مكان بمكة بين المشعر الحرام وعرفه، وقيل هما جبلا مكة (معجم البلدان) ويقول البلازرى فى معالم مكة ص ٢٤١ هو طريق ضيق بين الجيلين يأتى من المزدلفة من جهة عرفة، يدفع الحاج من عرفة إلى المزدلفة إلا منه.