للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سألت ربيعة من شرّها ... أبا ثم أمّا فقالوا لمه

فقلت لأعلم من شرّكم ... وأجعل للسبّ فيه سمه

فقالوا لعكرمة المخزيات ... وماذا يرى الناس في عكرمة

فإن يك عبدا زكا ماله ... فما غير ذا فيه من مكرمه

قال الأصمعى: قال عبد الملك بن مروان للأقيشر: أنشدنى أبياتك في الخمر؛ فأنشده قوله:

تريك القذى من دونها وهى دونه ... لوجه أخيها في الإناء قطوب

كميت اذا شجّت «١» وفي الكأس وردة ... لها في عظام الشاربين دبيب

فقال له: أحسنت والله يا أبا معرض! لقد أجدت في وصفها، وأظنك قد شربتها. فقال: والله يا أمير المؤمنين، إنه ليريبنى معرفتك بها. قال: وكان الأقيشر يأتى إخوانا له فيسألهم فيعطونه، فأتى رجلا منهم فأمر له بخمسمائة درهم فأخذها ومضى الى الحانة فدفعها الى صاحبها، وقال له: أقم لى ما أحتاج اليه، ففعل.

فانضم اليه رفقاء له فلم يزل معهم حتى نفدت الدراهم؛ فأتاهم بعد إنفاقها فاحتملوه يوما ويوما. فلما أتاهم في اليوم الثالث نظروا اليه من بعيد، فقالوا لصاحب الحانة: اصعد بنا الى الغرفة، وأعلم الأقيشر أنا لم نأت اليوم، ففعل. فلما جاء الأقيشر أعلمه بما قالوا، فعلم أنه لا فرج له عند صاحب الحانة إلا برهن، فطرح اليه بعض ثيابه وقال له: أقم لى ما أحتاج اليه، ففعل. فلما أخذ منه الشراب أخذ يقول:

يا خليلىّ اسقيانى كأسا ... ثمّ كأسا حتى أخرّ نعاسا