للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدة كان للحنابلة فى القاهرة مع قاضى القضاة زين الدين المالكى وقائع أهين فيها بعض أعيانهم واعتقل وعزر بعضهم.

وكان ممن تعصب لتقى الدين ابن تيمية فى هذه الواقعة بالشام قاضى القضاة شمس الدين محمد ابن الحريرى الحنفى وأثبت محضرا له مما هو عليه من الخير وكتب فى أعلاه بخطه ثلاثة عشر سطرا يقول فى جملتها إنه منذ ثلاثمائة سنة ما رأى الناس مثله وأرانى قاضى القضاة زين الدين المالكى هذا المحضر وغضب منه وسعى فى عزل قاضى القضاة الحنفية بدمشق شمس الدين ابن الحريرى [١] فعزل وفوض قضاء القضاة الحنفية بدمشق بعده لقاضى القضاة شمس الدين محمد بن إبراهيم الأذرعى الحنفى [٢] مدرس المدرسة الشبلية فوصل تقليده إلى دمشق فى ثانى ذى القعدة [٣] .

وأما تقى الدين فإنه استمر فى الجب بقلعه الجبل إلى أن وصل الأمير حسام الدين مهنا إلى [٤] الأبواب السلطانية فى شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة فسأل السلطان في أمره وشفع فيه فأمر بإخراجه فأخرج فى يوم الجمعة [٣٧] الثالث والعشرين من الشهر وأحضر [٥] إلى دار النيابة بقلعة الجبل وحصل بحث مع بعض الفقهاء ثم اجتمع جماعة من أعيان العلماء ولم تحضره القضاة وذلك لمرض قاضى القضاة زين الدين المالكى ولم يحضر غيره من القضاة، وحصل البحث وكتب خطه ووقع الإشهاد عليه وكتب بصورة المجلس مكتوب مضمونه: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*

شهد من يضع خطه


[١] هو محمد بن عثمان بن عبد الوهاب الأنصارى. شمس الدين ابن الحريرى، توفى سنة ٧٢٨ هـ والوافى بالوفيات ٤: ٩٠، والبداية والنهاية ١٤: ١٤٢، والدرر الكامنة ٤: ١٥٨، وشذرات الذهب ٦: ٨٨) .
[٢] هو محمد بن ابراهيم بن داوود بن حازم الأذرعى ثم الدمشقى، توفى سنة ٧١٢ هـ (البداية والنهاية ١٤:
١٦٨، والجواهر المضيئة ٢: ٢، والدرر الكامنة ٣: ٢٤٦، والنجوم الزاهرة ٩: ٢٢٣، والدارس فى تاريخ المدارس ١: ٥٢٨، والدليل الشافى ٢: ٥٧٥) .
[٣] وفى ص «ثانى عشر ذى القعدة» .
[٤] . هو حسام الدين مهنا بن عيسى بن مهنا أمير آل فضل، توفى سنة ٧٣٥ هـ (البداية والنهاية ١٤: ١٧٢، والدرر الكامنة ٥: ١٣٨، وذيول العبر ص ١٨٧، والسلوك ٢/٢: ٣٨٩، والدليل الشافى ٢: ٧٤٧، وشذرات الذهب ٦: ١١٢) .
[٥] فى ك «فأحضر» والمثبت من ص، وف.