للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلعة حلب وقد أوقعت الحوطة على موجوده، ثم جهز إلى الأبواب السلطانية صحبه جماعة من الأمراء منهم الأمير سيف الدين منكوتمر الطباخى، فوصلوا به فاعتقل بقلعة الجبل، ثم نقل إلى الإسكندرية، ثم إلى قلعة الكرك ومات بها.

وفيها أيضا بعد القبض على أسندمر قبض على الأمير سيف الدين طوغان نائب قلعة [١] البيرة [٦٣] وكان القبض عليه باتفاق من رجّالة القلعة.

وذلك أن الأمراء كتبوا إليه أن بعض مماليك أسندمر قد هربوا فركّب مماليكك ومن تثق به خلفهم إلى أن تعيدهم، ففعل ذلك، وبقى بالقلعة وحده، فقبض عليه رجال القلعة واعتقلوه إلى أن حضر من العسكر من تسلّمه وسيّر إلى الأبواب السلطانية تحت الاحتياط.

ولما قبض على الأمير سيف الدين أسندمر رسم بنقل الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورى من نيابة السلطنة بالشام إلى حلب بسؤاله لذلك، وتوجّه الأمير سيف الدين أرغون الدوادار الناصرى إلى الشام بتقليدين أحدهما للأمير شمس الدين قراسنقر بنيابة السلطنة بحلب، والثانى للأمير سيف الدين كراي المنصورى بنيابة السلطنة بدمشق، فوصل إلى دمشق فى يوم السبت خامس عشر ذى الحجة، فتجهز الأمير شمس الدين للسفر، فلما كان فى يوم الثلاثاء ورد عليه كتاب من أحد مماليكه بحلب يذكر أن الأمير شمس الدين سنقر الكمالى تحدث فى نيابة السلطنة بحلب، فخشى قراسنقر أن يكون الغرض القبض عليه فشاع أنه فرّق ما فى خزانته من الذهب على مماليكه، وعزم على الهرب، ونقل حريمه من القصر إلى داره التى بدمشق داخل باب الفراديس، واتصل هذا الخبر بالأمراء فركب الأمير ركن الدين بيبرس العلائى وجماعة من العسكر وأحاطوا بالقصر الأبلق فى ليلة الأربعاء فلما أصبح اجتمع هو والعلائى وسأله عن السبب الحامل له على ما فعل، فذكر ما بلغه عنه، ثم توجّه الأمير شمس الدين إلى حلب من دمشق فى يوم الأحد ثالث محرم سنة إحدى عشرة وسبعمائة وتوجه الأمير سيف الدين أرغون إلى حلب لإحضار الأمير سيف الدين كراى إلى دمشق، فى سنة إحدى عشرة وسبعمائة على ما نذكره.


[١] سبق التعليق عليها.